كثيرٌ منا يفرطون في تدليل أبنائهم عن قصد على الرغم من حرصهم الشديد على تربيتهم على أفضل وجه, مما ينشئ شاباً مستهتراً وغير متحمل للمسؤولية مستقبلاً, فقد يتميز سلوك الطفل المدلل بالفوضى والتلاعب, مما يجعله مزعجا للآخرين.فما الذي يؤدي إلى الإفراط في تدليل الأطفال وإفسادهم؟ هل هو الحب الكبير, أم العطاء الزائد, أم الإهمال من قبل الأهل؟ وما أثر التدليل الزائد للأبناء على حياتهم؟ ومتى يؤثر سلباً وإيجاباً؟ وإلى أي مرحلة يمكن أن يدلل الأبناء؟ وهل التدليل أفضل في تربية الأبناء أم القسوة ؟ أم هل كل التدليل يفسد الأبناء؟.هذه الأسئلة طرحناها على عدد من الأخوة والأخوات من شرائح اجتماعية مختلفة وكانت الإجابات التالية: • السيدة ميسون أبوالفضل : • إن مايجعل الأبوين يفرطون في تدليل أبنائهم يعود لعدة أسباب منها: التعويض بأبنائهم مالحق بهم من قلة اهتمام ودلال وحياة فقر وقهر وغيرها أحياناً .ورغبة من الأهل في أن ينشئوا أطفالهم ليكونوا أفضل وأميز أطفال بين جميع أقرانهم فيفرطون في إعطائهم أفضل وأكثر مما يعطي باقي الأهالي أبناءهم وبهذا يحصل الخلل في إسلوب التربية ومقدار الدلال وتلبية الحاجات الغير محدودة للطفل.إن الدلال الزائد للأبناء يؤثر سلباً على حياتهم ومن هذه الآثار: يجعل الطفلفي حالة طلبات متزايدة وعدم قناعة فالطفل الذي تجاب كل طلباته دائماً يستزيد منها حتى ولو كان طلبه شيء كمالي أو غير ضروري. ويميل الطفل إلى حالة البطر والتفكر في الجديد الذي يمكنه أن يبتدعه ليخلق تغيّر في حياته كون كل طلباته مجابة. ويصبح الطفل غير مسؤول ولا يقدّر عواقب طلباته ولا مايترتب عليها من أعباء على كاهل الأهل لتأمينها فيصبح غير قادر على تقدير المسؤولية وتحملها. كما يخف طموح الطفل ويزيد اعتماده على أهله لأنه يلقاهم ملجأ آمناً ودون حساب أو مقابل فيصبح إنساناً اتكالياً. ويؤثر الدلال سلباً على الطفل إن كان مفرطاً ويؤثر ايجاباً فيالطفل إن كان في حدود المقبول فيأخذ القدر الكافي من الحنان والحب ويأخذ حقه من أهله من الإهتمام والرعاية وتلبية الحاجات. • السيد رضا عبيد : • بداية أشكرك على طرح الموضوع لأهميته و خاصة في عصر سادته ثقافة الاستهلاك و تسطح القيم فأضحت التربية عملية شاقة مضنية إن تحدثنا عن جيل واع متوازن كما أن اللين و الكلمة الرقيقة و التوجيه العطوف مطلوب .. كذلك الحزم مطلوب ( ولا أقول القسوة مطلقا ) الدلال الزائد أو الإفراط في الدلال قطعاً يفسد جانباً مهماً في الطفل و هو حس المسؤولية عند نضجه و يعوده الاتكالية و إن كانت الكلمة الحنونة مطلوبة دائما لتربية الطفل فإن الكلمة الباردة و الموقف الحازم مطلوب أحياناً حين يتمادى الطفلبدلع أو بعفوية و لكن يجب أن يبقى دوما حزما محبا ( بمعنى حزما حياديا ليس فيه اهانة للطفل أو اعتداء عليه _ كالضرب مثلا) و من الأمثلة استشهد بابني . فكل من حولي أدانوني لأني أدلله و لا أقسو عليه مطلقا .. لكني كنت مقتنعا دائما أنني افعل الصواب .. و هو الآن الأول في مدرسته _في الخامس الابتدائي _و لا تبدو عليه أي علامة للإفساد , بالعكس كل من يعرفه يمتدح جديته و اتزانه ). • السيدة خلود حمزة: • موضوع في غاية الأهمية وخاصة أن الأغلبية نعاني منها عندما نضيع بين عطاء الحب اللامتناهي وبين التوازن به..وما نتائجه على الأولاد . وليس دائماً يتميز سلوكالطفل بالتلاعب والضياع أو الفوضى ولكن ربما يجعله بعيد عن الإحساس بالآخرين وخاصة الوالدين سأحاول أن أناقش ما طرحته من خلال الرد على الأسئلة هنا فما الذي يؤدي إلى الإفراط في تدليل الأطفال وإفسادهم؟ هل هو الحب الكبير, أم العطاء الزائد, أم الإهمال من قبل الأهل؟ أاعتقد العطاء الزائد..لأنه وان كان عطاء حب يجب أن يعرف الحدود لأنهم ببداية حياتهم وسيشعرون بأنه عندهم اكتفاء كلي ولهذا لن يحسبوا حساب لحاجة الآخرين ولا حاجة لان يبحثوا ويهتموا ويعطو حتى العطاء يجب أن يكون بوعي وحدود مع الأولاد ويجب أن يعرفوا الحد في كل شيء .ربما نحن نخطأ ونفكر أن الطريق الكبير لنعبر لهم عن حبنا أن نعطيهم كما يريدون مادياً أو معنوياً…. ونغمرهم بهذا دون الحد من العطاء….وهذا خطأ لكل شيء هناك نقاط وسط وهذه تأخذني إلى التوازن بكل شيء.وما أثر التدليل الزائد للأبناء على حياتهم؟ ومتى يؤثر سلباً وإيجاباً؟ هناك آثار سلبية وايجابية أكيد وهذا يعود لطريقة الدلال…..وطبيعة الأولاد البعض منهم يكون سالب عليهم عندما يكبرون دون تعلم المسؤولية دون الإحساس بالآخرين حيث انه لاينقصه شيء مادي أو معنوي يعتقد أن الوالدين ليسوا بحاجة لهذا أو باقي إفراد الأسرة لأنه لا ينقصهم شيء…..لايعرفون المعاناة ابداً ومهما كان نوعها يكون ايجابياً الدلال على الأولاد عندما يعيشوا مراحل حياتهم دون ضغط ولا حاجة. أتكلم عن كل ماهو مادي أو معنوي في حياتهم .يكون ايجابي عندماالدلال يعطيهم الوقت لبناء مستقبل خالي من العقد أو الهم بعيداً عن العنف في التعامل معهم ومنحهم الدلال يجهلهم يكبرون بهدوء دون حرمان وكبت. وإلى أي مرحلة يمكن أن يدلل الأبناء؟ وهل التدليل أفضل في تربية الأبناء أم القسوة ؟ أم هل كل التدليل يفسد الأبناء؟ مرحلة الوسط أفضل حل…. لان القسوة بشعة والظلم أبشع والطفل محتاج لحنان وتفهم وقلب كبير أفضل سلبيات الدلال ألف مره مع أولادي خير من ايجابيات القسوة التي امقتها جداً وخاصة اسلوب الضرب هناك اسلوب العقاب أفضل وأريح ألف مرة من الضرب أي أن نحرمهم الخروج…استعمال الألعاب….الانترنيت….الهاتف ..أي شيء يحبونه ..نحرمهم منه كم يوم ولكن الضرب لا…. اسلوب يجعل الطفل خائف…ربما يقبل الرأي الآخر ولكن عن خوف ويجب أن يكون اسلوب تبادل الكلام الدائم معهم لأنه الوحيد الذي يقربنا منهم ونعرف غايتهم وأفكارهم.أقولها اخيراً : ليس كل أنواع الدلال يفسد الأولاد ربما يبعدهم أكثر شيء عن الشعور بحاجة المحيطين بهم لهم ولعطائهم وانتباههم ولكن لا أن نقول يفسدهم بالمعنى الحقيقي والكبير والشائع. • السيد عادل أبوطافش: • دلال الطفل مع تلبية حاجاته الضرورية والتوجيه الصحيح هذا شيء ايجابي.أما الدلال الزائد والمقصود هنا إعطاء الطفل كل مايريد دون أية مسؤولية فهذا شيء سلبي لأنه يترافق مع الفوضى والاتكالية .ولابد من مراقبة الطفل أثناء تعامله مع أشياءه الخاصة وذلك من خلال الاهتمام بها والمحافظة عليها أوعكس ذلك. وأحياناً حبنا الكبير للأطفال يؤدي إلى عدم تحمله المسؤولية وعدم اهتمامه بقيمة الأشياء التي لديه ولكن إذا ارتبط هذا الحب الكبير بالتوجيه الصحيح يؤدي إلى تكوين شخصية ايجابية محبة للآخرين ويأخذ بآراء الأهل مما يجعل منه تلميذاً متفوقاً خلوقاً لأن الحنان الذي يشعر به الطفل يجعله انساناً سوياً أما القسوة فتجعل من الطفل انساناً حاقداً يكره الآخرين ويعتمد على الكذب لينجو من العقاب. وعلى الأسرة أن تراقب ميول أطفالها ومواهبهم وتعمل على تنمية هذه المواهب من خلال تلبية مايتطلب لذلك. • السيد ربيع حسون: • خير الأمور الوسط .. فلا يجب تدليل الطفل حتى لا يصبح ضعيف الشخصية معتمداً على الغير عندما يكبر ..ولا يجب معاملته بقسوة حتى لا تهتز شخصيته ويصبح مسيطراً وقاسياً عندما يكبر ..أما عن بكاء الطفل المتواصل لتنفيذ رغباته الغير مرغوب فيها والتي ليست ضرورية فإن علاجه يكون بجعله يبكي وعدم الاهتمام له حتى يتعب ويسكت ويعرف انه لا فائدة وراء بكائه المتواصل…. • السيدة همسة: • الأطفال ملائكة السماء و لكن هذا الطفل مثل البذرة التي تحتاج إلى رعاية لكي تنبت بطريقة صحيحة فان زدنا الماء انتهى و إن قللنا الماء أيضا انتهى .الطفل بحاجة إلى أن نتعامل معه بوعي و حكمة نعرّفه الصواب من الخطأ بطريقة قريبة إلى تفكيره و خصوصا أننا نتعامل مع جيل يملك من التساؤلات الكثير.الدلال المفرط في معظم الأمور يقود إلى خلل كبير بشخصية الطفل و الحزم المفرط أيضا يقود إلى أمور خطرة فانا برائي علينا أن نتفهم قبل كل شي طبيعة و ميول أطفالنا و خصوصا عندما يدخلون بمرحلة الكلام و التعبير عن الذات منذ السنوات الأولى و بقدر ما نمنحهم من حب صافي ممتزج مع الوعي نقدر أن نضمن نوعاً ما طريقهم و أفضل ما نعلمه لأطفالنا هو الاعتماد على الذات تحمل المسؤولية بالمعقول . و كيفية تقدير الحياة فخير الأمور أوسطها. • السيدة لودي : • يتميز سلوك الطفل المدلل بالفوضى والتلاعب، مما يجعله مزعجاً للآخرين، وببلوغه السنة الثانية أو الثالثة من العمر يكون لديه الكثير من الصفات التالية: لا يتبع قواعد التهذيب ولا يستجيب لأي من التوجيهات. و يحتج على كل شيء، ويصر على تنفيذ رأيه و لا يعرف التفريق بين احتياجاته ورغباته و يطلب من الآخرين أشياء كثيرة أو غير معقولة. ولا يحترم حقوق الآخرين ويحاول فرض رأيه عليهم. وقليل الصبر والتحمل عند التعرض للضغوط. ويصاب بنوبات البكاء أو الغضب بصورة متكررة. ويشكو دائما الملل. والسبب الرئيسي وراء إفساد الأطفال بكثرة تدليلهم هو تساهل الوالدين وعدم تحكمهم في الأطفال، واستسلامهم لبكائهم وغضبهم وعدم تمييزهم بين احتياجاتالطفل الفعلية (كطلبه للطعام) وبين أهوائه (مثل طلبه للعب)، فهم يخافون جرح مشاعر الطفل ويخشون بكاءه، ومن ثم يلجؤون إلى أسرع الحلول وأقربها، ويفعلون أي شيء لمنع الطفل من البكاء؛ ولا يدركون أن ذلك قد يتسبب في بكاء الطفل بصورة أكثر على المدى البعيد. وإذا ما منح الوالدان الطفل قدراً كبيراً من الحرية والسلطة فسوف يكون أكثر أنانية، وقد يقوم الوالدان مثلاً بتجنيب الطفل حتى ضغوط الحياة العادية (كانتظار دوره في طابور أو مشاركة الآخرين في شيء(.ويخلط الكثيرون بين الاهتمام بالطفل والإفراط في تدليله، وبوجه عام فإن الاعتناء بالطفل شيء جيد، وضروري لعملية نمو الطفل الطبيعية، غير أنه إذا زاد هذا الاهتمام عن الحد أو جاء في وقت غير مناسب كانت له أضرار بالغة، كأن يتعارض اهتمامك به مع تعلمه كيف يفعل الأشياء لنفسه، وكيف يتعامل مع ضغوط الحياة، وكذلك إذا استسلمت لطلب الطفلأثناء انشغالك؛ أو في أعقاب تصرفه تصرفاً خاطئاً يستحق عليه العقاب بالإهمال. • الآنسة راميا ( مربية ): • الحب الكبير للطفل شيء أكيد وطبيعي من كل أب وأم لكن إظهار حب الوالدين واهتمامهم بشكل مبالغ فيه , كتعويدهم على تلبية كل رغباته وطلباته والتساهل معه عندما يخطئ .. سيفسد الطفل ويؤدي لنشوء طفل أناني, غير صبور, مخرب, يحب امتلاك كل شيء مفيد و غير مفيد وقد يكون مؤذي لغيره من الأطفال أما التربية فيجب أن تتفاوت بين الشدة واللين .. بعيدة كل البعد عن الضرب فبجانب حب الأبوين وهداياهم وعطائهم يمكنهم تعويد طفلهم الصبر وكيفية الانتظار وتحمل بعض المسؤولية وأن عليه القيام ببعض الواجبات وليس فقط اللعب بعض الأعمال المنزلية البسيطة لطفل في الخامسة والسادسة من عمره كأن يرتب سريره وأن يأخذ طبقه للمطبخ بعد أن ينهي طعامه وأن يرتب غرفته بعد أن ينتهي من اللعب بألعابه ستجعله أكثر حرصا واهتماما وستحمله بعضا من المسؤولية ثم متابعته بقضاء الوقت الكافي للقراءة والدراسة وتحديد وقت اللعب والنوم ستعوده على تنظيم الأمور وهذا يرجع لحكمة الأبوين وقدرتهما على التفاهم مع الطفل وإيصال الأفكار و المبادئ والأفضل أن يتفقا معا على طريقة واحدة للتربية .. فلا يدلل أحدهما ويقسو الآخر وأهم ما في الأمر هو أن ينشأ الطفل في أسرة ودودة يملأها الحب والهدوء، فيتعلم كيف يحب الآخرين ويحترمهم. • السيدة ( ع- أ ): • خير الأمور أوسطها دائما 000فيجب أن يشعر الطفل بحنان وعطف الأهل وبنفس الوقت يجب أن نشعره بالمسؤولية وان يميز بين الصح والخطأ وما له وما عليه فالدلال المفرط بالتأكيد هو سلبي للغاية ولا يجني سلبيته إلا الطفل نفسه فهناك أهل لا يتواجدون مع أطفالهم فترة كافية بسبب أعمالهم فيلجأون لتدليل الطفل بشكل كبير ظنا منهم بأنهم يعوضوه غيابهم وهنا مشكلة فوق مشكلة فبالإضافة إلى سلبية غياب الأهل عن الطفل وما يلحقه من أذى نفسي يقومون بتدليل الطفل بشكل مفرط وهذا سلبيته اكبر 0000وهناك أسباب كثيرة للدلال ولكن ذكرت أهمها من وجهة نظري 0000المهم يجب أن نحاول موازنة الأمور مهما كانت ظروف الحياة أنا عندي طفلان ونعيش مع بيت جدهم بنفس المنزل وكلكم يعرف عاطفة الجد والجدة وما لها من تأثير في تربيةالطفل فبالرغم من سعادتي ضمنيا بمحبة أولادي لجدهم وجدتهم والعكس إلاّ أني دائما أحاول للوصول إلى حلول متوازنة لكي لا أؤذي مشاعر أطفالي ومشاعر الجدين ودائما أحاول أن اقنع أولادي بما هو صحيح وتطبيقه 0000 هناك نساء تلجأ في مثل هذه الحالة وللأسف لفرض الرأي بالقوة لأنهن ينظرن للأمر على أنهن هم الأهل ويجب أن ينفذ الطفل أوامرهم فقط وهذا لايعود بالسلبية إلاّ على الطفلبالدرجة الأولى وعلى أهله بالدرجة الثانية لذلك فانا أرى العقلانية والحلول الوسط هي دائما الأفضل لبناء شخصية متوازنة وبعيدة عن المشاكل النفسية للطفل. • خاتمة: إن التدليل الزائد مفسدة لمستقبل الطفل، والطفل الوحيد غالباً ما يكون مدللاً وأنانياً ويحب السيطرة على كل من حوله، و إن تدليل الأسرة للطفل يفسده أكثر مما يصلحه وذلك أن تدليل الأطفال يقضي نهائياً على فرصة تكون الإرادة فيهم وليس معنى ذلك أن تكون الشدة هي الضمان الأمثل لنشأة هؤلاء الأطفال نشأة سليمة فخير الأمور أوسطها• وقد أكد خبراء التربية أن التميز في معاملة الأبناء يخلق ويربي مشاعر الكراهية والحقد ثم يصاب الأطفال المهملون بالأمراض النفسية• و يحذر رجال التربية الأسرة من العاطفة الفياضة التي تجعل الطفل حاجزاً عن الارتباط بأقرانه حيث إنه يشعر بتشبع شديد من عاطفة الأسرة فلا يميل إلى الآخرين وذلك ينمي داخله الوحدة والانطواء• كما أن الطفل المدلل هو طفل قلق بطبعه يستعجل الأمور، ويحكم على المواقف بسرعة دون تفهم وعلى مستو شخصي وليس المستوى الموضوعي المطلوب• و إن اهتمام الأسرة بطفل دون آخر من شأنه زراعة الغيرة والحقد في نفس الطفل المهمل وإهانة كبريائه ومن ثم تتحول طباعه بحيث تتسم بالشذوذ والغرابة والميل إلى الانتقام من أفراد المجتمع المحيط به• و تسيطر على الطفل المدلل الأنانية وحب السيطرة على إخوته والعنف في تصرفاته معهم لإحساسه بالتميز عنهم• فالطفل المدلل لا يستطيع الاعتماد على نفسه أو مواجهة متاعب ومصاعب الحياة معدوم الشخصية• وينصحنا علماء النفس والتربية: بالاعتدال في تربية الطفل وعدم المبالغة في الحماية والتدليل أو الإهمال على حد سواء• و حينما نمنع بعض الحاجيات عن الطفل فليس ذلك معناه حرمانه، بل المقصود تنشئته تنشئة صحيحة حتى يخرج الطفل للمجتمع قادراً على مجابهة الحياة، فليس كل شيء ميسراً وليست كل الرغبات متاحة• و يجب على الآباء والأمهات العمل على غمس الطفل في أنشطة رياضية أو ذهنية تعمل على استغلال طاقته والبعد التام عن تفضيل أحد الأخوين على الآخر أو الإسراف في التدليل والاهتمام بأحدهما على حساب الآخر• و إن محاولة إرضاء الطفل وتلبية طلباته على الفور قد يسعد الطفلويسعد الأم في الوقت نفسه، حينما تراه راضياً ضاحكاً، ولكن هذه السعادة لن تدوم حينما تتعارض رغباته فيما بعد، مع الممنوعات مثل السهر لأوقات متأخرة• إذاً الأسلوب السليم تجاه تربية هذا الطفل يدور حول المنح والمنع والشدة واللين وعلى الأسرة أن تختار متى تمنح ومتى تمنع• فيجب معاملة الطفل معاملة عادية جداً حتى لا ينشأ شديد الرفاهية لا يستطيع الحياة• فالتدليل المبالغ فيه وإن كان مدفوعاً بالحب والعواطف الطيبة إلا أنه كثيراً ما ينقلب إلى عكس المراد• إن أساس التربية السليمة هي العدل والمساواة، فالتفرقة في التربية يخلق عداوة وكراهية بين الأبناء• إن أطفالنا إن لم يخرجوا من دائرة التدليل الزائد سيكون مستقبلهم مزعجاً لهم وللأسرة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire